القائمة الرئيسية

الصفحات

صحيح البخاري 1- كتاب بدئ الوحي

 صحيح البخاري


بسم الله الرحمن الرحيم


 1- كتاب بدئ الوحي


قال الشيخ الامام الحافظ ابو عبد الله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم 


بن المغيرة البخاري رحمه الله تعالي امين: 1- باب كيف كان بدء 

الوحي الي رسول الله صلي الله عليه وسلم و قول الله جل ذكره 

(*انا اوحينا إليك كما اوحينا الي نوح و النبيين من بعده ) .


1- حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا 

يحيى بن سعيد الانصاري قال: اخبرني محمد بن إبراهيم التيمي انه 

سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي 

الله عنه علي المنبر قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم 

يقول: (( إنما الاعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوي فمن كانت هجرته إلي دنيا يصيبها أو إلي امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه )).


2- باب

2- حدثنا عبد الله بن يوسف قال: اخبرنا مالك عن هشام بن عروة
 
عن ابيه عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها ان الحارث بن

 هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلي الله عليه و سلم فقال: يا 

رسول الله كيف يأتيك الوحي?

فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم احيانا يأتيني مثل صلصلة 

الجرس و اشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال: و احيانا 

يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول قالت عائشة رضي الله 

عنها ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه 

وان جبينه ليتصفد عرقا.

3- باب

3- حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب 

عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: اول ما بدئ 

به رسول الله صلي الله عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصالحة في 

النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه 

الخلاء و كان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه -و هو التعبد- الليالي 

ذوات العدد قبل أن ينزع إلي أهله و يتزود لذلك ثم يرجع إلي خديجة 

فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق و هو في غار حراء فجاءه الملك 

فقال: اقرأ قال (( ما أنا بقارئ )) قال: (( فأخدني فغطني حتى بلغ 

مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ قلت: ما انا بقارئ فأخدني فغطني 

الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت ما أنا بقارئ 

فأخدني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق 

(1) خلق الانسان من علق (2) اقرأ وربك الاكرم (3) )) فرجع بها 

رسول الله صلي الله عليه و سلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت 

خويلد رضي الله عنها فقال: (( زملوني زملوني )) فزملوه حتى 

ذهب عنه الروع فقال لخديجة و أخبرها الخبر: (( لقد خشيت علي 

نفسي )) فقالت خديجة: كلا و الله ما يخزيك الله ابدا إنك لتصل 

الرحم وتحمل الكل و تكسب المعدوم و تقري الضيف و تعين على 

نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد 

بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية 

وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الانجيل بالعبرانية ما شاء الله 

أن يكتب و كان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة: يا ابن عم 

اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة: يا ابن أخى ماذا ترى فأخبره 

رسول الله صلي الله عليه وسلم خبر ما رأى فقال له ورقة: هذا 

الناموس الذي نزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون 

حيا؛ اذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم: 

((أومخرجي هم ?!)) قال: نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا 

عودي و إن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي و فتر الوحي.


4 - قال ابن شهاب: وأخبرني ابو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن 

عبد الله الأنصاري قال: وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه: 

((بينا أنا أمشي اذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا 

الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء و الأرض 

فرعبت منه فرجعت فقلت: زملوني زملوني فأنزل الله تعالى: ( يأيها 

المدثر (1) قم فأنذر (2) ) -إلى قوله:- ( و الرجز فاهجر (5) فحمي 

الوحي و تتابع تابعه عبد الله ابن يوسف و أبو صالح و تابعه هلال 

بن رداد عن الزهري و قال يونس و معمر : بوادره.

4- باب

5- حدثنا موسي بن إسماعيل قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا 

موسي بن أبي عائشة قال:حدثنا سعيد بن جبير عن ابن عباس في 

قوله تعالى: ( لا تحرك به لسانك لتعجل به (16) ) قال: كان رسول 

الله صلي الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة و كان مما يحرك 

شفتيه فقال ابن عباس: فأنا احركهما لكم كما كان رسول الله صلي 

الله عليه وسلم يحركهما و قال: سعيد أنا احركهما كما رأيت ابن 

عباس يحركهما فحرك شفتيه فأنزل الله تعالى: ( لا تحرك به لسانك 

لتعجل به (16) ان علينا جمعه و قرءانه (17) ) قال: جمعه لك في 

صدرك و تقرأه ( فإذا قرأناه فاتبع قرءانه,(18) قال: فاستمع له و 

أنصت ( ثم ان علينا بيانه, (19) ) ثم إن علينا أن تقرأه فكان رسول 

الله صلي الله عليه وسلم بعد ذلك اذا اتاه جبريل استمع فإذا انطلق 

جبريل قرأه النبي صلي الله عليه وسلم كما قرأه.

5- باب

6- حدثنا عبدان قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا يونس عن الزهري 

(ح) و حدثنا بشر بن محمد قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا يونس 

معمر عن الزهري نحوه قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن 

عباس قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم  أجود الناس و كان 

أجود ما يكون في رمضان في رمضان حين يلقاه جبريل و كان يلقاه 

في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلي الله عليه 

و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة.

7- حدثنا ابو اليمان الحكم بن نافع قال: أخبرنا شعيب عن الزهري 

قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن 

عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في 

ركب من قريش وكانوا تجارا بالشأم في المدة التي كان رسول الله 

صلي الله عليه وسلم ماد فيها أبا سفيان و كفار قريش فأتوه و هم 

بإيلياء فدعاهم في مجلسه و حوله عظماء الروم ثم دعاهم و دعا 

بترجمانه فقال: أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي? 

فقال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسبا فقال: أدنوه مني و قربوا 

أصحابه فاجعلهم عند ظهره ثم قال لترجمانه: قل لهم ،إني سائل هذا 

عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا 

علي كذبا لكذبت عنه، ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه 

فيكم? قلت: هو فينا ذو نسب قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط 

قبله? قلت: لا. قال: فهل كان من أبائه من ملك? قلت: لا. قال: 

فأشراف الناس يتبعونه ام ضعفاؤهم? فقلت: بل ضعفاؤهم. قال: 

ايزيدون أم ينقصون? قلت: بل يزيدون. قال: فهل يرتد أحد منهم 

سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه? قلت: لا. قال: فهل كنتم تتهمونه 

بالكذب قبل أن يقول ما قال? قلت: لا. قال: فهل يغدر? قلت: لا و 

نحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها. قال: تمكني كلمة أدخل 

فيها شيئا غير هذه الكلمة. قال: فهل قاتلتموه? قلت: نعم. قال: فكيف 

كان قتالكم إياه? قلت: الحرب بيننا و بينه سجال ينال منا وننال منه. 

قال: ماذا يأمركم? قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا 

واتركوا ما يقول آباؤكم و يأمرنا بالصلاة و الصدق والعفاف و 

الصلة. فقال للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو 

نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، و سألتك هل قال أحد 

منكم هذا القول فذكرت أن لا فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله 

لقلت: رجل يأتسي بقول قيل قبله، و سألتك هل كان من آبائه من 

ملك فذكرت أن لا قلت: فلو كان من آبائه من ملك قلت: رجل يطلب 

ملك أبيه، و سألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال? 

فذكرت أن لا فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب 

على الله? و سألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فذكرت أن 

ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل، و سألتك أيزيدون أم ينقصون 

فذكرت أنهم يزيدون و كذلك أمر الإيمام حتى يتم، و سألتك أيرتد 

أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فذكرت أن لا و كذلك الإيمان 

حين تخالط بشاشته القلوب، و سألتك هل يغدر فذكرت أن لا و كذلك 

الرسل لا تغدر، و سألتك بما يأمركم فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا 

الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان و يأمركم بالصلاة 

و الصدق و العفاف، فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي 

هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم فلو أني أعلم 

أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه، ثم 

دعا بكتاب رسول الله صلي الله عليه و سلم الذي بعث به دحيه إلى 

عظيم بصري فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه: (( بسم الله الرحمن 

الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على 

من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك 

الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين و ( يأهل 

الكتاب تعالو إلي كلمة سوآء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به 

شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا 
اشهدوا بأنا مسلمون (64) ).

قال أبو سفيان: فلما قال ما قال و فرغ من قراءة الكتاب كثر عنده 

الصخب وارتفعت الأصوات و أخرجنا، فقلت لأصحابي حين 

أخرجنا: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة إنه يخافه ملك بني الأصفر فما 

زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الأسلام. وكان ابن 

الناظور صاحب إيلياء و هرقل سقفا علي نصاري الشأم يحدث أن 

هرقل حين قدم إيلياء أصبح يوما خبيث النفس فقال بعض بطارقته: 

قد استنكرنا هيئتك قال ابن الناظور: وكان هرقل حزاء ينظر في 

النجوم فقال لهم سألوه: إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك 

الختان قد ظهر فمن يختتن من هذه الأمة? قالوا: ليس يختتن إلا 

اليهود فلا يهمنك شأنهم واكتب إلي مداين ملكك فيقتلوا من فيهم من 

اليهود، فبينما هم على أمرهم أتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان 

يخبر عن خبر رسول الله صلي الله عليه وسلم فلما استخبره هرقل 

قال: اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا? فنظروا إليه فحدثوه أنه 

مختتن، وسأله عن العرب فقال: هم يختتنون فقال هرقل: هذا ملك 

هذه الأمة قد ظهر، ثم كتب هرقل إلي صاحب له برومية وكان 

نظيره في العلم و سار هرقل إلي حمص فلم يرم حمص حتى أتاه 

كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي صلي الله 

عليه وسلم و أنه نبي فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له 

بحمص ثم أمر بأبوابها فغلقت ثم اطلع فقال: يا معشر الروم هل لكم 

في الفلاح و الرشد و أن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي، فحاصوا 

حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت، فلما رأى 

هرقل نفرتهم و أيس من الإيمان قال: ردوهم علي و قال: إني قلت 

مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت، فسجدوا له 

ورضوا عنه فكان ذلك آخر شأن هرقل.

رواه صالح بن كيسان و يونس و معمر عن الزهري.
أنت الان في اول موضوع

تعليقات